تأمين الاستثمارات في الخليج يبدأ أولى خطواته.
ChatGPT said:
تبلغ قيمة سوق توريق الأصول في الولايات المتحدة نحو 14 تريليون دولار، ويبدو أن هذا القطاع بدأ أخيرًا يشق طريقه في منطقة الخليج.
فقد أبرمت شركة ديم للتمويل في الإمارات الأسبوع الماضي صفقة توريق أصول بقيمة 400 مليون دولار مع بنك جي بي مورغان. كما شاركت بنك الإمارات دبي الوطني من دبي وراسمال فنتشرز من قطر في استثمار مشترك بقيمة 7.6 مليون دولار في الشركة التركية الناشئة TeamSec، التي تتيح تقنيتها للشركات توريق أصولها بشكل أسرع وبتكلفة أقل.
يُتيح توريق الأصول للشركات المُصدرة — وغالبًا ما تكون بنوكًا أو شركات خدمات مالية — تحرير رأس المال مما يساعدها على التوسع بشكل أسرع ودعم جهود تنويع الاقتصاد في المنطقة، كما يمنح المستثمرين المؤسسيين والأثرياء في المنطقة أداة استثمار جديدة.
لكن توريق الأصول لا يزال "في مراحله الأولى" في الخليج، بحسب كريس تايلور، الرئيس التنفيذي لشركة ديم للتمويل، مشيرًا إلى أن عدد الصفقات المُنجزة حتى الآن لا يتعدى "حفنة قليلة".
أي شركة لديها تدفقات مالية متكررة مثل القروض أو الإيجارات أو المدفوعات المستحقة يمكنها توريق أصولها. وتبدأ العملية بإنشاء شركة ذات غرض خاص (SPV) تمتلك الأصول قانونيًا.
ثم تقوم الشركة ببيع أوراق مالية — غالبًا على شكل سندات أو ملاحظات — تمثل حقًا في التدفقات النقدية التي تولدها الأصول المملوكة من قبل SPV.
دفعة فورية
تحصل الشركة من خلال ذلك على دفعة مالية فورية، غالبًا ما تكون أقل من القيمة الاسمية للمستحقات. ويتلقى المستثمرون عوائد مالية مع تحصيل هذه المستحقات، حيث تقوم الشركة ذات الغرض الخاص بتوزيع تلك العوائد عليهم.
يرى المنظمون في أسواق الإمارات والسعودية أن توريق الأصول يُعد خطوة مهمة نحو الأمام، بحسب تايلور، إذ أن طموحات الحكومتين في توسيع الاقتصاد تفوق قدرة البنوك المحلية على استيعاب هذا النمو ضمن ميزانياتها ورؤوس أموالها.
وفي منتصف عام 2023، أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية لوائح تنظيمية لتوريق الأصول، أوضحت فيها أن العملية تُعد "بيعًا حقيقيًا" للأصول المورقة، وليس مجرد صفقة تمويل، بحسب مذكرة صادرة عن مكتب بيكر ماكنزي القانوني في دبي.
كما تنص اللوائح على أن الأصول المورقة منفصلة قانونيًا عن الشركة الأصلية، وبالتالي لا تتأثر في حال تعرضت الشركة الأصلية للإفلاس أو التصفية.
وأشار مازن بوستاني، الشريك في بيكر ماكنزي، إلى أن هذه القواعد تمنح المستثمرين المحتملين ثقة أكبر في دخول السوق.
الإمارات مؤهلة لسنة قوية في أسواق رأس المال
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يدعم صناديق جولدمان ساكس الجديدة
السعودية تتبنى سندات مدعومة برهون عقارية
لكن السعودية لا تزال تفتقر إلى تنظيمات واضحة بشأن توريق الأصول، وفقًا لمكتب وايت آند كيس القانوني، على الرغم من أن شركة تمارا في الرياض — التي تقدم خدمة الشراء الآن والدفع لاحقًا — جمعت في العام الماضي تمويلًا بقيمة 400 مليون دولار، استخدمت فيه بعض مستحقاتها كضمان.
ويرى تايلور أن تزايد وجود صناديق التحوط العالمية في المناطق الحرة المالية في أبوظبي ودبي يُبشر بمستقبل واعد لتوريق الأصول.
وقال: "تلك الصناديق تمتلك قوة مالية كبيرة، ومن الطبيعي أن تسعى لتوظيفها في شراء أصول، لذلك لا أستطيع أن أتخيل أن هذا القطاع لن يشهد انطلاقة قوية قريبًا."
أما الأصول التي باعتها ديم للتمويل إلى جي بي مورغان فكانت تتألف من حوالي ثلثي ديون استهلاكية — مثل بطاقات الائتمان والقروض — والثلث الآخر عبارة عن قروض للشركات الصغيرة والمتوسطة. وقد يقوم جي بي مورغان بإعادة بيع تلك الأصول المورقة.
وأضاف تايلور: "نحن حريصون على إدخال جزء من هذا الدين إلى السوق المحلي."
وأكد أن صفقة التوريق لا تغيّر من الشروط والأحكام الخاصة بالمقترضين الأصليين، إذ تواصل ديم إدارة علاقتها مع عملائها كالمعتاد، وتبقى محتفظة بجزء من كل أصل مالي.
وقال: "نحن لا نتخلى عن المخاطر".